أخبار على مدار 24/24

تابعنا

jeudi 22 octobre 2015

التصنيف:

تلاميذ جيل المسبقل ينقلون في شاحنات مخصصة فقط للأغنام

تلاميذ ينقلون إلى مدارسهم كالأغنام!

يخرجون في ظلمة الصباح الباكر، ويعودون في أول الليل! ليسوا عمال مناجم أو ورشات بناء، وليسوا تجارا فوضويين، بل هم مجرد تلاميذ يقضون 6 ساعات و25 كيلومترا في "السفر" اليومي من وإلى المؤسسة التربوية التي يدرسون بها! لا تقلهم حافلات نقل مدرسي لائقة، ولكن شاحنات أشبه بتلك التي تخصص لنقل البضائع والماشية، حيث يكدس العشرات منهم فيها منذ الخامسة صباحا، على أن يعودوا بعد غروب الشمس.
أربعة قطاعات وزارية تفشل في توفير النقل المدرسي!
يظل النقل المدرسي يؤرق سكان المناطق النائية بشكل خاص، وفيما لا يزال بعض التلاميذ وأولياؤهم يحتجون ويطالبون بتوفيرها، فإن آخرين استسلموا للأمر الواقع، وراحوا يبحثون عن وسيلة أخرى، عدا حافلة نقل محترمة تقلهم من وإلى المدرسة، فلجأوا إلى الشاحنات والدواب والمشي على الأقدام لعشرات الكيلومترات، رغم مشقة الطريق والظروف المناخية الصعبة في عز الشتاء.
ولا يزال الكثير من التلاميذ غير قادرين على الذهاب إلى المؤسسات التربوية التي يدرسون بها في ظروف لائقة ومقبولة، خاصة في المناطق النائية التي تبعد فيها المؤسسة التربوية عن المجمعات السكانية بعشرات الكيلومترات، حيث يضطر حينها التلميذ للتنقل لمسافات طويلة مشيا على الأقدام ذهابا وإيابا، خاصة أن بعض المناطق لا توجد فيها حتى وسائل نقل عمومية كانت أو خاصة، في حين يركب آخرون الأحمرة ويقطعون الوديان والجبال للوصول إلى القسم الدراسي.
وتسببت هذه الحلول الترقيعية في صناعة مشاهد أقل ما يقال عنها إنها "مأساوية"، عبر "شحن التلميذ كالبضاعة" من أجل نقله إلى المدرسة لتلقي العلم والمعرفة، وهي المظاهر التي تؤثر جسديا ونفسيا على التلاميذ، خاصة في الأطوار الأولى من التعليم، ما يعرضهم لمختلف المخاطر في الطريق، ومن الناحية النفسية يفقدهم هذا التنقل الصعب التركيز في الدراسة ويجعلهم يفرون منها أو يضطرون لتوقيف مسيرتهم الدراسية في سن مبكرة.
الواقع يسقط نظريات القوانين والمراسيم!
تضمن المرسوم التنفيذي الصادر في جويلية الماضي حول "ضبط النقل المدرسي"، الصادر عن الوزارة الأولى وبموافقة من رئيس الجمهورية، العديد من الإجراءات الجديدة الخاصة بتنظيم العملية، منها أن تتم بواسطة وسائل تصمم لنقل أكثر من 9 أشخاص بما في ذلك السائق، فيما تم السماح للمؤسسات الخاصة والجمعيات ذات الطابع التربوي، بالتدخل مباشرة وعبر إمكانياتها الخاصة أو عبر عقد اتفاقية مع متعاملي النقل العمومي للأشخاص، من أجل ضمان خدمة النقل المدرسي. في حين تسهر البلديات على ضمان النقل المدرسي للتلاميذ.
غير أن هذا المرسوم لم يعالج هذا الملف، ولا تزال الكثير من المناطق لا تعرف حركية جادة لتوفير النقل للتلاميذ، بل إن وضعية البعض ساءت بسبب ارتفاع عدد المسجلين في الأطوار الدراسية الثلاثة.
تلاميذ الأغواط يعانون الأمرين يوميا
رحلة "الشتاء والصيف" للوصول إلى المدرسة
يواجه أطفال المدارس القاطنون بالمناطق النائية ببلدية الحاج المشري بالأغواط، كمنطقة رأس العين وتقيست ومريرس وكسلان، صعوبات كبيرة في التنقل إلى مقر البلدية لمزاولة دراستهم في المدارس الابتدائية أو المتوسطة، بسبب النقص الفادح المسجل في وسائل النقل، حيث تتوفر البلدية على شاحنتين غير لائقتين يتم على متنهما نقل هؤلاء الأطفال.
وحسب الأولياء، فإن الرحلة الأولى تبدأ على الخامسة صباحا وبعضهم لا يعودون إلى منازلهم إلا بعد صلاة المغرب، حيث يتنقل أطفالهم في أوضاع قاسية جدا، تشتد أكثر في فصل الشتاء حيث تنخفض درجة الحرارة إلى أقل من الصفر، ترتعد منها فرائصهم وتسببت في إصابة البعض منهم بنزلات برد أثرت كثيرا على صحتهم، خاصة أن الشاحنات التي يتم نقلهم فيها باردة وتشكل خطرا على حياتهم.
ومن جهة أخرى، يتم حشر 145 تلميذ يدرسون بثانوية بريدة في حافلتين مهترئتين للذهاب والعودة من وإلى الثانوية، حيث يشتكي التلاميذ من الظروف الصعبة التي يتنقلون فيها على مسافة تزيد عن 25 كلم في حافلات متردية نوافذها ومكسرة وتسير ببطء كبير.
مستشارة وزيرة التربية، تسعديت ساحب، لـ"الخبر"
"نسبة الاستفادة من النقل المدرسي ارتفعت بـ50 بالمائة"
أنهت وزارة التربية الوطنية، أول أمس الثلاثاء، تحيين التقرير الخاص بوضعية النقل المدرسي على المستوى المحلي، حيث أحصت 768 ألف و342 تلميذ مستفيد من النقل المدرسي، مقارنة بـ396 ألف و621 خلال الموسم الدراسي الماضي، في حين بلغ عدد الحافلات تحت تصرف التلميذ 6258 مقارنة بـ3005 السنة الماضية، وهي الأرقام الخاصة بالأطوار الدراسية الثلاثة.
هذه الأرقام قالت عنها مستشارة وزيرة التربية، السيدة تسعديت ساحب، في حديثها مع "الخبر"، إنها تدل على وجود تنسيق بين القطاعين (الداخلية والتربية) بشأن إحصاء احتياجات المؤسسات التربوية، خاصة أن نسبة التلاميذ المستفيدين بلغت 50 بالمائة.
وأوضحت المتحدثة أن دور الوزارة هو تقييم احتياجات القطاع حسب التقارير الجهوية التي تصلها من طرف المؤسسات التربوية ومديريات التربية، وأن عملية تسيير النقل المدرسي تتكفل بها البلديات بالتنسيق مع قطاع التربية، في حين توكل مهمة توفير الحافلات للداخلية والتضامن، إلى جانب البلديات "الغنية" التي يمكن أن تساهم في العملية. وأفادت نفس المتحدثة بأن 30 بالمائة من التلاميذ يستفيدون من هذه الخدمة، على اعتبار أن النقل المدرسي يمس بشكل أكبر المناطق النائية.
أولياء بخراطة ينتفضون احتجاجا على غياب النقل المدرسي
قررت جمعية لأولياء تلاميذ ثانوية "سوماني محمود" ببلدية خراطة، أمس، توقيف الدراسة احتجاجا على غياب النقل المدرسي، ما يضطر العشرات من التلاميذ المقبلين على البكالوريا لقطع مسافة تتعدى خمسة كيلومترات للوصول إلى الثانوية، وغالبا ما يصلون متأخرين.
وحسب ممثل لجمعية أولياء التلاميذ، فإن الوعود التي تحصلوا عليها من قبل السلطات المحلية ظلت مجرد وعود.
رئيس جمعية أولياء التلاميذ خالد أحمد لـ"الخبر"
"يجب استحداث بطاقات لنقل التلاميذ في الحافلات العمومية والخاصة"
انتقد رئيس جمعية أولياء التلاميذ، خالد أحمد، بشدة "جمود" السلطات المحلية أمام مشكل النقل المدرسي، مرجعا الأمر إلى غياب التنسيق بين وزارات التربية والنقل والتضامن والداخلية، التي لم يطبق المرسوم القاضي باقتناء حافلات النقل المدرسي. وأفاد بأن هذا المشكل لا ينحصر على المناطق النائية، بل يمتد حتى إلى المدن. وأشار المتحدث، في تصريحه لـ"الخبر"، أمس، إلى أن الإشكال يتجاوز غياب الحافلات إلى ما أسماه بـ"التجاوزات" التي تقع على مستوى الخطوط والحافلات الموجودة، على غرار السائقين الذين لا ينتظرون التلاميذ صباحا أو مساء أو لا يتوقفون في المحطات المخصصة لها. وطالب نفس المصدر باستحداث بطاقة نقل التلميذ، يتمكن من خلالها من التنقل عبر الحافلات العمومية والخاصة مجانا. 





0 commentaires:

Enregistrer un commentaire