كشفت، الوضعية الأولية للتمدرس على المستوى الوطني، بعد مرور 3 أيام على الدخول المدرسي، تسجيل شغور "فضيع" في المناصب البيداغوجية، بسبب عدم التحاق الأساتذة الجدد بمناصبهم بمن فيهم الناجحون في القوائم الاحتياطية، بحيث تم تقدير عددهم بـ9 آلاف أستاذ جديد على المستوى الوطني. في حين اصطدمت مديريات التربية للولايات بمشكل آخر وهو كيفية تعويض هؤلاء الأساتذة غير الملتحقين، على اعتبار أن العملية تأخذ مدة شهر كامل، بسبب قانون التوظيف العام.
وعلمت، "الشروق" من مصادر مطلعة، أن مديريةالتعليم الأساسي، قد طلبت أول أمس من مديريالتربية للولايات ضرورة ضبط وضعية الدخول المدرسيبشكل يومي وإرسالها إلى الوزارة إلى غاية انقضاء شهرسبتمبر، للتعامل مع المشاكل المطروحة، ومحاولة إيجادحلول في الآجال، مؤكدة في ذات السياق بأن التقييمالأولي الذي أجرته مديريات التربية بعد مرور ثلاثة أيامعلى الدخول المدرسي، قد بين وجود شغور كبير فيالمناصب البيداغوجية، خاصة في مادة العلوم الطبيعية في الطورين المتوسط والثانوي.
الأسنتيو: تعويض غير الملتحقين تأخذ مدة طويلة
وقد وجد تلاميذ عبر عديد المؤسسات التربوية أنفسهم دون أساتذة، بسبب عدم التحاق الأساتذة الجددالناجحين في مسابقات التوظيف التي نظمتها وزارة التربية الوطنية مارس الماضي، الذين رفضوا العملبالمؤسسات التربوية التي عينوا بها، لعاملين اثنين، الأول لأنهم قد سجلوا ناجحين بولايات أخرى ومن ثمةقاموا باختيار الولاية التي تلائم ظروفهم، والثاني كون أن أغلب الناجحين من "إناث" اللواتي يرفضن العمل فيمناطق بعيدة ومعزولة عن مقر سكناتهن، ليس هذا وحسب، فحتى الناجحون ضمن القوائم الاحتياطيةالذين تم اللجوء إليهم لسد العجز ولو بصفة "مؤقتة" رفضوا أيضا الالتحاق بمناصبهم لدى استدعائهم منقبل مديريات التربية، بعد احتجاجهم على المؤسسات التعليمية التي عينوا بها، في حين رفض أساتذة آخرونالعمل بنظام "الاستخلاف" على عطل الأمومة والعطل المرضية، أين فرضوا شرط قبول التوظيف ولكن بعقدعمل لمدة سنة كاملة.
وأكدت، نفس الوضعية، تسجيل نقص "فادح" في التأطير الإداري، خاصة ما تعلق بفئات، مشرفي التربية،مستشاري التربية والنظار، عبر مختلف المؤسسات التربوية. في الوقت الذي شددت مصادرنا أن المديرياتقد استعانت بقائمة المستخلفين للسنة الماضية عن طريق تجديد عقودهم لسد العجز خاصة في موادالرياضيات، العلوم والفرنسية.
وفي الموضوع، أكد الأمين الوطني المكلف بالتنظيم بالنقابة الوطنية لعمال التربية، قويدر يحياوي، في تصريحلـ"الشروق"، أن مشكل الشغور في المناصب البيداغوجية، قد طرح في هذا الدخول المدرسي، بسببالناجحين من "الإناث" اللواتي رفضن الالتحاق بمناصبهم، على اعتبار أن نسبتهن قد بلغت 90 بالمائة وطنيا،مؤكدا بناء على التقارير الولايات الواردة للنقابة أن نسبة 50 بالمائة من الأساتذة الجدد لم يلتحقوابأقسامهم ما يعادل حوالي 9 آلاف أستاذ وطنيا، من أصل 19 ألف ناجح.
وأكد، محدثنا، بأن الأساتذة الجدد الرافضين الالتحاق بمناصبهم، قد توافدوا على مديريات التربية منذ اليومالأول من دخولهم وهو الفاتح من سبتمبر الجاري، لطلب التحويل إلى مؤسسات تربوية قريبة من مقرسكناهم، مضيفا بأنه حتى الأساتذة المستخلفين رفضوا استلام تعييناتهم، نظرا لتواجد تلك المؤسساتبمناطق نائية ومعزولة، وتقع بتجمعات سكانية بعيدة عن مقرات الولاية، إلى درجة أن بعض المدارس ليستموصولة بالكهرباء.
وأوضح مسؤول التنظيم بالنقابة، بأن عملية تعويض الأساتذة الجدد غير الملتحقين بمناصبهم، تأخذ وقتاطويلا يفوق شهرا كاملا، وبالتالي ليس من المعقول ترك التلاميذ من دون أساتذة طيلة هذه المدة، علىاعتبار أن الإجراءات القانونية للتوظيف تصطدم بالقانون العام للتوظيف، وبالتالي فلا يمكن تعويضه بالقائمةالاحتياطية وعزله بصفة نهائية من منصبه إلا عن طريق قيام مدير المؤسسة بصفة إجبارية بإرسال ثلاثةاعذارات للمعني بالأمر، ثم مراسلة مديرية التربية، لتقوم المديرية بتطبيق الإجراءات القانونية بالتنسيق معالمراقب المالي والوظيفة العمومية، في الوقت الذي أكد بأنه من غير المعقول التعامل مع قطاع حساسكالتربية الوطنية مثل بقية الهيئات العمومية نظرا لخصوصيته، وبالتالي وجب إصدار قوانين تكون في لصالحالتلميذ والمدرسة على حد سواء.
0 commentaires:
Enregistrer un commentaire